كيف تستخدم الشركات الكبرى الذكاء الاصطناعي لإدارة المخاطر وكيف يمكنك استخدامه أنت أيضًا

تشير أحدث بيانات شركة ماكينزي (McKinsey) الاستشارية العالمية إلى أن 80٪ من نماذج الأعمال معرضة حاليًا للخطر. تؤكد هذه الإحصائية على وجود مخاطر لا يمكن تجنبها في أي شركة. والأهم من ذلك أنها تحدث في أشكال مختلفة، بما في ذلك ضعف سلسلة التوريد، وتغير تفضيلات المستهلكين، وعيوب المنتجات، وعدم الاستقرار الجغرافي، والأحداث غير المتوقعة مثل الكوارث السياسية أو الطبيعية.

في ظل السباق العالمي لدمج الذكاء الاصطناعي (AI) في جميع أشكال الأعمال، هل يمكن أن تساعد هذه التكنولوجيا في تقييم المخاطر وإدارتها؟

إدارة المخاطر مقابل تقييم المخاطر

ببساطة، ينطوي تقييم المخاطر على تحديد وتحليل وتقييم المخاطر التي تواجه الأعمال التجارية. بمجرد تحديد المخاطر، تبدأ مرحلة تحليل المخاطر. وهي تساعد الشركات على فهم تأثير تلك المخاطر على العمليات التجارية.

في مرحلة تقييم المخاطر، ترى الشركات شدة كل خطر والعواقب المترتبة على عدم القضاء على تلك المخاطر. من ناحية أخرى، فإن إدارة المخاطر هي عملية تحدث بعد تحديد المخاطر. وهي تتضمن كيفية معالجة ومراقبة وتخفيف المخاطر المحددة. بعبارة أخرى، يعد تقييم المخاطر جزءًا من إدارة المخاطر. تحتاج الشركات إلى التحليل والتقييم لبناء استراتيجيات إدارة المخاطر الخاصة بها.

بالنسبة لتقييم المخاطر، غالبًا ما تلجأ الشركات إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل تحليلات سلوك المستخدم والأحداث (UEBA)، التي تكتشف التهديدات وتحللها وتستجيب لها.

اقرأ أيضًا: كيف تستخدم الشركات الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

من حيث المزايا، يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة كميات كبيرة من البيانات التي إذا تم إجراؤها يدويًا ستكون عرضة للخطأ البشري وغير مجدية. استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة المخاطر يعني معالجة كميات هائلة من البيانات لتحديد الحالات الشاذة والأنماط والمخاطر.

كما يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا التنبؤ بالمخاطر المحتملة، مما يسمح للشركات بإجراء تخفيف للمخاطر وإدارتها بشكل استباقي. يمكن أن يساعد استخدام التحليلات التنبؤية الشركات على التنبؤ بالتوجهات بناءً على البيانات التاريخية المتاحة.

في مجال التمويل، على سبيل المثال، تستخدم شركات الاستثمار التعلم الآلي للتنبؤ بتقلبات السوق ومخاطر الائتمان، مما يسمح لها باتخاذ قرارات استثمارية أفضل للأعمال التجارية ولعملائها.

يعتقد ما يقرب من 81% من المديرين التنفيذيين في قطاعي الخدمات المصرفية والمالية أن الذكاء الاصطناعي مهم لنجاح شركاتهم في المستقبل، وفقًا لبحث أجرته شركة إنفيديا (NVIDIA) الرائدة في مجال حوسبة الذكاء الاصطناعي.

كما تُعد الأتمتة والتحليل في الوقت الفعلي من بين مزايا استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر. فباستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن للشركات أتمتة تحليل البيانات، خاصةً المهام الروتينية، وبالتالي تسريع عملية التحليل وتقليل الأخطاء البشرية.

كما يمكن لتحليل المخاطر في الوقت الفعلي أن يوفر حلولاً أفضل وأسرع للمشاكل المحددة زمنياً، خاصةً تلك التي تتطلب استجابة أسرع.

لا يوجد حل خالٍ من العيوب. فأثناء استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر، يجب على الشركات الانتباه إلى الجوانب السلبية المحتملة للذكاء الاصطناعي وبالتالي النتائج.
على سبيل المثال، أحد أكبر تحديات الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال، بما في ذلك تقييم المخاطر وإدارتها، هو البيانات المتحيزة وغير المكتملة. وكلاهما سيؤثر على أداء تقنية الذكاء الاصطناعي في مؤسستك، مما يؤدي إلى تقييمات غير دقيقة للمخاطر، وبالتالي نتائج غير دقيقة.

هناك مشكلة شائعة أخرى تتمثل في تحدي “الصندوق الأسود”، حيث تكافح الشركات للكشف عن كيفية توصل نظام الذكاء الاصطناعي إلى نتيجة معينة.

اقرأ أيضًا: تطور دور الرؤساء التنفيذيين: كيف أثر الذكاء الاصطناعي على القيادة

استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر وتقييمها ليس بالأمر الجديد. تستخدم الشركات حول العالم نماذج مختلفة من الذكاء الاصطناعي لإدارة وتخفيف المخاطر المختلفة.

الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر المالية: جيه بي مورجان تشيس (JPMorgan Chase )

منذ سنوات، تستخدم الشركة الأمريكية متعددة الجنسيات وأحد أكبر البنوك في العالم جيه بي مورجان تشيس الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر. فقد طورت الشركة برنامج ذكاء العقود “COiN”، باستخدام التعلم الآلي، لمراجعة اتفاقيات القروض التجارية.

عادةً ما تستغرق هذه المهمة “آلاف الساعات” من العمل من مسؤولي القروض والمحامين في جيه بي مورجان تشيس. أما مع الذكاء الاصطناعي، فإن العملية تستغرق ثوانٍ لإكمالها بدقة أعلى بكثير.

لا يقتصر دور برنامج ذكاء العقود على تقييم عوامل الخطر فحسب، بل إنه يقلل أيضًا من المخاطر والخسائر المالية الناتجة عن الرقابة التعاقدية.

اقرأ أيضًا: أهم إحصائيات الذكاء الاصطناعي العام في عام 2024

الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني: دارك تريس (Darktrace )

تستخدم شركة الأمن السيبراني البريطانية دارك تريس الذكاء الاصطناعي لاكتشاف التهديدات الإلكترونية والاستجابة لها في الوقت الفعلي. يستخدم نظام نظام المناعة المؤسسي الرائد للشركة التعلم الآلي لفهم أنماط المستخدمين والأجهزة في المؤسسة. ثم يكتشف الحالات الشاذة أو الانحرافات التي تشير إلى وجود تهديدات إلكترونية.

يضمن لك كاشف التهديدات الإلكترونية المدعوم بالذكاء الاصطناعي من دارك تريس قدرة الشركات على تخفيف المخاطر والتهديدات بشكل أسرع، مما يقلل من الأضرار.

الذكاء الاصطناعي في سلسلة التوريد: آي بي إم وميرسك ( IBM & Maersk)

بصفتها واحدة من أكبر شركات تكنولوجيا المعلومات في العالم، دخلت شركة آي بي إم (IBM) في شراكة مع شركة ميرسك Maersk) (الدنماركية للشحن والخدمات اللوجستية لتطوير حلول لخدمات الشحن قائمة على البلوك تشين أو سلسة الكتل.

باستخدام الذكاء الاصطناعي، يهدف البرنامج المسمى “TradeLens” إلى إدارة مخاطر سلسلة التوريد والحد منها. تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات للتنبؤ بالاضطرابات المحتملة، بما في ذلك التأخيرات في الطقس أو العوائق الجمركية، والتخفيف من حدتها.

هل تريد أن ترى كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد مؤسستك في تقليل المخاطر والتخفيف من حدتها؟ تواصل معنا للحصول على استشارة مجانية.