VALUWIT

AI Business Ethics

الاعتبارات الأخلاقية في عصر الذكاء الاصطناعي: كيف تبني و تحافظ على ثقة عملائك؟

تسعى معظم الشركات إلى الترويج لأحدث دمج للذكاء الاصطناعي التوليدي في حلولها، ليس فقط لعملائها ولكن أيضًا للمستثمرين المحتملين. إنها التذكرة الرابحة، لكن تقدمه السريع أثار مخاوف أخلاقية كبيرة.

بغض النظر عن نوع العملاء الذين يتم خدمتهم، يصبح معظم المستهلكين أكثر وعيًا بالمخاطر المحتملة لمشاركة بياناتهم. تعتبر خصوصية البيانات والتحيز وعدم الشفافية في كيفية اتخاذ القرار من بين أهم المخاوف التي تم ذكرها في معظم الدراسات.

ولتوضيح ذلك بالأرقام، أفاد حوالي 73٪ من خبراء التكنولوجيا عن مخاوف بشأن النتائج التي يُحتمل أن تكون متحيزة، مع رصد 63٪ بالفعل للتحيزات في مخرجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وذلك وفقاً لاستطلاع رأي شمل أكثر من 500 من كبار قادة تكنولوجيا المعلومات أجرته شركة سيلز فورس (Salesforce)، المتخصصة في إدارة علاقات العملاء . وبالمثل، أظهر 56% من الأشخاص الذين شملهم تقرير حالة الذكاء الاصطناعي الذي أجرته شركة الأبحاث العالمية ماكينزي قلقًا شديدًا بشأن دقة البيانات.

مع تزايد تطور أدوات أعمال الذكاء الاصطناعي واستقلاليتها، ستستمر ثقة العملاء في التراجع. . سيكون من المكونات الأساسية لبناء العلاقات مع العملاء أن تكون استباقيًا وأن تضمن دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي المسؤول في عمليات عملك.

أهم المخاوف الأخلاقية بشأن أدوات الذكاء الاصطناعي للأعمال

لتطوير الحل، تحتاج إلى معالجة الأساس لمخاوف عملائك، فهي مختلفة ولا ينبغي دمجها تحت مظلة واحدة.

1- تحيز البيانات

يتمثل أحد المخاوف الرئيسية في إمكانية أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى استمرار التحيزات الموجودة في البيانات التي يتم تدريبه عليها. يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتائج تمييزية في مجالات مثل الإقراض من قبل البنوك؛ أو الفحص من أجل التوظيف؛ أو الافتراضات الموضوعة مسبقًا أثناء خدمة العملاء بناءً على الملف الشخصي للعميل.

على سبيل المثال، وجدت دراسة صحية تحيزًا عنصريًا في خوارزمية للرعاية الصحية، والتي ”تستنتج خطأً أن المرضى المنحدرين من أصل أفريقي يتمتعون بصحة أفضل من المرضى من الأعراق الأخرى“.

ووجدت دراسة أخرى أجرتها كورنيل أنه عندما طُلب من دال اي تو (Dall-E-2) توليد صورة لأشخاص في السلطة، أنتج رجالاً بيض بنسبة 97% من الوقت.
ترجع هذه التحيزات إلى القوالب النمطية الموجودة والبيانات المتحيزة التي يغذيها الإنسان على الإنترنت.

المشكلة هي أن البيانات لن تكون غير متحيزة أبدًا. يوضح عالم الحاسوب والباحث في مجال الأخلاقيات الدكتور تيمنيت جيبرو أنه ”لا يوجد شيء اسمه مجموعة بيانات محايدة أو غير متحيزة“.

2- خصوصية البيانات وأمنها

يشعر معظم المستهلكين بالقلق بشأن كيفية جمع بياناتهم وتخزينها واستخدامها، والأهم من ذلك، إمكانية إساءة استخدامها.

ولا يقتصر الخطر هنا على الشركة التي يثقون بها في استخدام بياناتهم، بل على قدرتها على حماية بياناتهم. وجد استطلاع أجرته شركة ماكنزي (McKinsy) أن الأمن السيبراني هو مصدر قلق كبير للشركات التي تشارك بياناتها مع الذكاء الاصطناعي.

3- كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي بياناتي

يُعد الافتقار إلى الشفافية من أهم ما يقلق العديد من الأفراد والشركات. إن الطبيعة المغلقة للعديد من خوارزميات الذكاء الاصطناعي تجعل من الصعب على العملاء فهم كيفية اتخاذ القرارات. يؤدي هذا الافتقار إلى الشفافية إلى انخفاض الثقة ويؤدي إلى مخاوف بشأن المساءلة.

محاولات تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي

تحاول العديد من الحكومات في جميع أنحاء العالم الإمساك بعجلة القيادة في رحلة الذكاء الاصطناعي الجامحة. وفي حين تركز العديد من الجهود على النماذج اللغوية الحالية، يحاول الكثيرون وضع مبادئ توجيهية قابلة للتنفيذ حول كيفية جمع البيانات ومعالجتها.

ربما تكون الخطوة الأكثر جرأة هي تلك التي اتخذتها إيطاليا، حيث فرضت هيئة حماية البيانات (Garante) في مارس 2023 حظراً مؤقتاً على منصة شات جي بي تي( ChatGPT). وقد استند هذا القرار إلى مخاوف بشأن تعامل المنصة مع بيانات المستخدمين وانعدام الشفافية فيما يتعلق بممارسات معالجة البيانات. تم رفع الحظر في وقت لاحق، ومع ذلك، لا تزال المخاوف قائمة.

على الرغم من أن الأمر لا يتعلق بالذكاء الاصطناعي على وجه التحديد، إلا أن اللائحة العامة لحماية البيانات في أوروبا (GDPR)، التي تم تطبيقها منذ عام 2018 تمنح الأفراد تحكمًا كبيرًا في بياناتهم الشخصية وتفرض التزامات صارمة على المؤسسات التي تعالجها.

كما يتفاوض الاتحاد الأوروبي حاليًا على قانون الذكاء الاصطناعي، وهو تشريع شامل يهدف إلى تنظيم أنظمة الذكاء الاصطناعي بناءً على مستوى مخاطرها. وهو يتضمن أحكامًا لحماية البيانات والشفافية والمساءلة.

من ناحية أخرى، أصدرت الصين للتو إطارًا شاملاً لحوكمة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك المبادئ التوجيهية والمعايير الأخلاقية. وفي حين أن التركيز ينصب على تعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي، فإن الإطار يعالج أيضًا المخاوف المتعلقة بالخصوصية.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، كان تقدم الولايات المتحدة في هذا الشأن بطيئًا حتى الآن. وفي حين لم يتم اتخاذ أي خطوات جادة على المستوى الوطني، فقد تم إصدار بضعة قوانين للخصوصية على مستوى الولايات.

على سبيل المثال، يوفر قانون خصوصية المستهلك في كاليفورنيا (CCPA) وقانون حماية بيانات المستهلك في فيرجينيا (CDPA) للأفراد حقوقًا معينة فيما يتعلق بمعلوماتهم الشخصية.

هناك بعض المبادرات الأخرى التي اتخذتها دول أخرى، مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية اللتين أدخلتا قوانين الخصوصية والمبادئ التوجيهية التي تنطبق على الذكاء الاصطناعي. كما تنطبق قوانين دول أخرى نسبيًا على الذكاء الاصطناعي مثل قانون حماية البيانات العامة في البرازيل وقانون حماية البيانات الشخصية في المكسيك وكلاهما يعالج مخاوف الخصوصية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا: كيف يغير الذكاء الاصطناعي دور الرئيس التنفيذي

10 طرق لمعالجة مخاوف عملائك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي

على الرغم من غموض القوانين والممارسات الشائعة في هذا الشأن، هناك بعض الخطوات التي يمكن للشركات اتخاذها لمعالجة المخاوف الأخلاقية في مجال الذكاء الاصطناعي العام ودمج الذكاء الاصطناعي في العمليات التجارية. تستند النصائح أدناه إلى دراسة شاملة عن ممارسات الذكاء الاصطناعي الأخلاقية ومسؤولية الشركات، والتي تم تحديثها في فبراير .2024 من قبل المجلة الدولية للعلوم والأبحاث

1-ادمج الأخلاقيات في صلب أعمالك: اجعل ممارسات الذكاء الاصطناعي المسؤولة جزءًا أساسيًا من الحمض النووي لشركتك، وليس مجرد فكرة لاحقة.
قم بتطوير مبادئ توجيهية أخلاقية شاملة توجه كل مرحلة من مراحل تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره. احرص على فهم هذه المبادئ وتبنيها على جميع مستويات مؤسستك، بدءاً من الرؤساء التنفيذيين وحتى المناصب المبتدئة.

2-التزم بالشفافية: عزز الثقة من خلال الانفتاح بشأن عمليات اتخاذ القرارات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
اتخذ خطوات فعالة للتواصل بوضوح بشأن أنواع البيانات التي يتم جمعها، وكيفية استخدامها وتخزينها، وكيفية اتخاذ القرارات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. كن شفافاً بشأن حدود وأوجه التحيز المحتملة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لديك.

3-تنفيذ حوكمة قوية للبيانات: طور تدابير أمنية قوية للبيانات، والحصول على موافقة مستنيرة لاستخدام البيانات، وتنفيذ ممارسات تقليل البيانات. تواصل مع جمهورك حول كيفية حماية خصوصية بياناتهم.

4-إنشاء آليات للمساءلة: إنشاء خطوط واضحة للمسؤولية عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي داخل مؤسستك. فكر في تعيين مسؤول أو لجنة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. قم بإجراء عمليات تدقيق منتظمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لديك لضمان استمرارها في تلبية المعايير الأخلاقية.

5-الحد من التحيز: تنفيذ تدابير لتحديد التحيزات في أنظمة الذكاء الاصطناعي والتخفيف منها. يتضمن ذلك استخدام مجموعات بيانات متنوعة، ومراجعة الخوارزميات بانتظام، وإشراك فرق متنوعة في عملية التطوير.

6-الإشراف البشري: إن الطريقة الأكثر فعالية لبناء الثقة هي ضمان أن تكون جميع أنظمة الذكاء الاصطناعي لديك تحت إشراف بشري دائم. يمكن أن يساعد ذلك في منع العواقب غير المقصودة وضمان استيفاء المعايير الأخلاقية.
الاصطناعي الخاصة بك. لا تنتظر حتى تلحق بك اللوائح؛ ضع المعايير لاستخدام الذكاء الاصطناعي المسؤول في مجال عملك.

7-كن استباقيًا: تجاوز الامتثال. توقع التحديات الأخلاقية وعالجها بشكل مباشر. قم بإجراء تقييمات منتظمة للأثر الأخلاقي لأنظمة الذكاء الاصطناعي لديك. لا تنتظر اللوائح التنظيمية للحاق بالركب؛ ضع معياراً للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي في مجال عملك.

8-فكّر على المدى الطويل: أعط الأولوية للنُهج المستدامة والأخلاقية التي تبني الثقة وتضعك في موقع الريادة في سوق قائم على القيم. ضع في اعتبارك التأثيرات طويلة المدى لأنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بك على الموظفين والمجتمعات والبيئة.

9-إشراك أصحاب المصلحة: قم بإشراك أصوات متنوعة في عملية تطوير الذكاء الاصطناعي لضمان تحقيق نتائج شاملة وعادلة. تشاور مع الموظفين والعملاء والخبراء الخارجيين. سيساعدك هذا النهج الشامل على تحديد التحيزات المحتملة والعواقب غير المقصودة في وقت مبكر من عملية التطوير.
فكّر أيضًا في المشاركة في المبادرات القطاعية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي الأخلاقي، فالعمل مع الشركات التي لديها مجموعة مختلفة من أصحاب المصلحة والأهداف سيساعدك على كشف الفرص والتحديات المحتملة في المستقبل.

10-ابقَ مرنًا: طوّر أطر عمل أخلاقية مرنة تتطور مع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي. قم بمراجعة وتحديث إرشاداتك الأخلاقية بانتظام لمواجهة التحديات الجديدة التي تفرضها تطورات الذكاء الاصطناعي. أنشئ آليات للتكيف السريع مع المخاوف الأخلاقية الناشئة.

بينما تخوض غمار ثورة الذكاء الاصطناعي، عليك أن تعرف أن الممارسات الأخلاقية ليست مجرد خانة اختيار لتظهرها لأصحاب المصلحة، بل هي ضرورة استراتيجية. إنها أساس النمو المستدام لأعمالك وتأمين عملياتك في المستقبل.

Related Posts

error: Content is protected !!
en_USEnglish
Scroll to Top