VALUWIT

5 keys to boosting hybrid work culture

العمل الهجين: 5 عناصر أساسية لبناء ثقافة تعاونية قوية

يُفضل أغلب الموظفون نموذج العمل الهجين أوالنظام الذي يجمع بين العمل في المكتب وعن بُعد. وبحسب استطلاع أجرته شركة بانكرايت عام 2023 لأكثر من 2000 موظف، يُفضل حوالي 68% من العاملين بدوام كامل جدول عمل مختلط يُمكنهم من العمل عن بُعد يومًا واحدًا في الأسبوع على الأقل وبقية الأيام من المكتب

وعلى الصعيد العالمي، يبلغ متوسط الحضور في المكاتب نحو 26%، ليأتي قطاع التكنولوجيا الأقل بنسبة حضور تصل إلى 15% فقط، بينما كان قطاع البنوك الأعلى بنسبة حضور تبلغ 47%، وفقًا لدراسة أجرتها ادفانسد وركبليس اسوشيتس لـ77410 موظف في 13 دولة

 ولكن هناك مخاوف من الضرر المحتمل لنظام العمل الهجين على ثقافة الشركة وترابط فريق العمل وابتكاره نتيجة نقص التفاعل المباشر بين الموظفين؛ حيث يعتقد العديد من الخبراء أن زمن الالتزام بالدوام الكامل في المكتب خلال 5 أيام في الأسبوع قد انتهى، ولهذا يجب على قادة الأعمال مواجهة التحديات الجديدة وتعظيم فوائد العمل الهجين

المزايا والعيوب

ينظر بعض أصحاب الأعمال إلى نموذج العمل الهجين بعين الريبة، وذلك لاعتقادهم بأن الموظفين سيختارون بكل بساطة القيام بعمل أقل إذا تمكنوا من اختيار ساعات العمل الخاصة بهم، إلا أن العكس قد يكون صحيحًا

ويرى العديد من الموظفين أنهم أكثر إنتاجية عندما يكون لديهم حرية اختيار العمل إما من المنزل أو في المكتب. وفي هذا السياق، أظهر استطلاع أجرته شركة برايس ووتر هاوس كوبرز حول تأثير فيروس كورونا على أداء الشركات، أن حوالي 57% من المشاركين يرون أن أداء شركاتهم كان أفضل بالمقارنة مع مستهدفاتهم للإنتاجية في عام 2020، بينما أفاد 4% فقط أن أداء شركاتهم كان أسوء بكثير في ذلك الوقت

ويبدو هذا الأمر منطقيًا، نظرًا لمرونة الموظفين التي تُمكنهم من القيام بما هو أفضل في إدارة الوقت؛ حيث يمكنهم اختيار تجنب التنقل عند ازدحام المرور أو تفادي عوامل التشتيت التي قد تحدث في بيئة عمل المكاتب التقليدية. كما يُعطيهم نموذج العمل الهجين حرية اختيار وقت العمل متى شعروا بأنهم أكثر إنتاجية، سواء كان ذلك في وقت متأخر من الليل أو في الصباح الباكر

وبالإضافة إلى ذلك، لنظام العمل الهجين تأثير إيجابي على إرضاء الموظفين لعدة أسباب، بما في ذلك المزايا النفسية الناجمة عن تحكمهم في جدول أعمالهم، وارتداء الملابس المريحة لهم، وقضاء المزيد من الوقت مع أحبائهم. ووفقًا لدراسة أجرتها سيرفاي مانكي في عام 2020، أعرب العاملون عن بعد عن شعورهم بالسعادة بشكل أكبر من زملائهم العاملين في المكتب

وقد تتمكن الشركات من توفير المال الذي يتم انفاقه على المساحات المكتبية والمرافق الأخرى في موقع العمل عبر تبني بيئة عمل هجينة. وبحسب دراسة أجرتها شركة ماكينزي، تستطيع الشركات توفير ما يصل إلى 30% من التكاليف العقارية من خلال التحول إلى نظام عمل مرن

ومع ذلك، يُعتبر العمل الهجين تحديًا للشركات التي تتبناه بالفعل، وفي نفس الوقت شاقًا لبعض الشركات التي على وشك اعتماده

وقد يشعر بعض الموظفين بالوحدة لعدم إتاحة فرصة الاختلاط مع الآخرين لهم مثلما يحدث في بيئة العمل المكتبية، وهو ما قد يؤثر سلبًا على روح فريق العمل وثقافة الشركة

ومن المحتمل أن يكون الموظفون الذين يتسمون بالمرونة أكثر عرضه للإرهاق المهني، لأنه من الصعب عليهم الفصل بين حياتهم الشخصية والعمل عند عملهم من المنزل حيث يعملون لساعات أطول ويأخذون قسطًا أقل من الراحة بالمقارنة مع أقرانهم من العاملين في المكتب

وإلى جانب هذا، قد ينتج عن قلة التفاعل المباشر بين الموظفين تحديات في التواصل؛ حيث يصعب عليهم التعاون بشكل فعّال في بعض الأنشطة عند عدم تواجدهم في المكتب، بما في ذلك مشاركة المعلومات أو تبادل الأفكار. وفي نفس الوقت، قد تواجه الشركات التي لا تستخدم التكنولوجيا والبرمجيات للتواصل مع الموظفين صعوبة في تعزيز ترابط فريق العمل

المفاتيح الخمسة لبيئة عمل مثمرة

ليس بالضرورة أن يتمحور العمل الهجين حول الاختيار بين العمل من المكتب أو العمل عن بُعد، بل يجب أن يكون حول خلق سلاسة وانسجام بين الخيارين، وذلك بدعم كلاً من التكنولوجيا والقيادة المُتبصرة

ويُعتبر الاستثمار في التكنولوجيا التي تساهم في عملية تيسير التواصل والتعاون أحد الوسائل الداعمة لذلك، ولهذا يُساعد وجود بنية تحتية لتكنولوجيا المعلومات في قلب العمل العاملين عن بُعد على الشعور بتواجدهم ومشاركتهم في النقاشات المكتبية، مما يوفر بيئة عمل أفضل لجميع الموظفين. وقد يُعزز هذا الأمر التواصل المتكرر بين الموظفين العاملين في المكتب والعاملين عن بُعد من خلال برامج مؤتمرات الفيديو ومنصات إدراة المشروعات

وتحتاج الشركات التي تتبنى العمل الهجين أيضًا إلى تطوير توقعات وإرشادات واضحة لهذا النموذج حتى تتأكد من أن لدى موظفيها هدف مشترك لتحقيق أهدافهم الشخصية وأهداف شركاتهم، وهو الأمر الذي يمكن تحقيقه بتقديم ملاحظات مُتسقة للموظفين وتتبع تقدمهم

كما يلعب كلاً من تعزيز الشمولية وبناء فريق العمل دورًا مهمًا في إبقاء الموظفين على تواصل دائم وذلك عبر خلق تفاعلات مستمرة بين الإدارات. وعلى هذا الأساس، يتعين على أصحاب العمل إنشاء أنشطة افتراضية لتعزيز المشاركة بين أفراد فريق العمل، مع خلق فرص ومناسبات تُمكنهم من قضاء بعض الوقت سويًا عبر الإنترنت أو في مقر الشركة. ومن المهم أيضًا حثهم على تشارك المعرفة والخبرة من خلال ورش العمل والعروض التقديمية الافتراضية

ومن ناحية أخرى، قد يمنع التعرف على إنجازات كلاً من الموظفين العاملين بالمكتب وعن بُعد العمل الهجين من خرق ثقافة الشركة، وهو ما يُمكن تطبيقه من خلال نظام تقدير ومكافآت شامل وعادل للموظفين للاعتراف بمساهماتهم للعمل أينما كانوا

وأخيرًا وليس آخرًا، يُعتبر تحويل الموظفين إلى نموذج العمل الهجين أمرًا حاسمًا؛ فعلى الشركات دائمًا فهم احتياجات موظفيها وتفضيلاتهم من خلال طرح بعض الأسئلة مثل: كيف يريد الموظفين نظام العمل أن يكون؟ وما الذي يحتاجون إليه للعمل بشكل أفضل؟ وما الذي يجب فعله لتحسين الصحة العقلية والجسدية لهم؟ وما التكنولوجيا اللازم توافرها لتسهيل التواصل بين أفراد فريق العمل؟

ومن هنا، يتضح أن الإجابة على هذه الأسئلة سيمد يد العون للشركات في عدة أمور، بما في ذلك اتخاذ القرارات المُتعلقة بإعادة تصميم أو إعادة توظيف أو تصغير مساحة المكتب؛ مما يساعدها في تشكيل وتغيير ثقافة العمل والتعامل مع المشكلات المحتملة

 

مقالات ذات صلة

error: Content is protected !!
Scroll to Top